21 مايو 2025 05:34

مصادر مقربة من  أحمد التوفيق : الرسالة المتداولة مزورة و الوزير يكن تقديرا كبيرا للطرق الصوفية

نفت مصادر مقربة من الدكتور أحمد التوفيق وجود رسالة  منسوبة إلى السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، يزعم أنها موجهة إلى أحد أبناء شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، حيث أكدت أن الرسالة مزورة بالكامل و لا أساس لها من الصحة، ولم تصدر عنه بأي شكل من الأشكال.

وشددت المصادر على أن مضمون الرسالة وسياقها يتنافى كلياً مع شخصية الوزير المعروف بالحكمة والرصانة وبعد النظر، ومع موقفه الثابت الذي يقوم على إحترام الزوايا وخصوصياتها الشرعية و القانونية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأكدت نفس المصادر أن من يعرف” شخصية الأستاذ أحمد التوفيق”، ومساره الفكري والروحي، يعلم يقيناً أن مثل هذه الرسالة لا يمكن أن تصدر عنه لا مضموناً ولا شكلاً”، مشيرة إلى أن الوزير يكن تقديراً كبيراً للطريقة القادرية البودشيشية، ويعتبرها ركائز الهوية الروحية و الدينية المغربية  التي تسهم في إشعاع الإسلام الوسطي المعتدل تحت إمارة المؤمنين.

وتأتي هذه الحملة المغرضة، وفق ذات المصادر، في سياق مؤامرة متكاملة الأركان، سبق للطريقة البودشيشية أن فضحت خيوطها في بيان سابق، وأوضحت فيه أن هاته الحملات تتزعمها جهات معروفة بعدائها للمغرب، وتنسق مع عدد من المتعاونين من الداخل، والذين تُباشر السلطات المختصة تحقيقات بشأن تورطهم في هذا المخطط الإجرامي الرامي إلى زعزعة وحدة المكون الصوفي المغربي والمس بالأمن الروحي.

وفي هذا السياق، علمت مصادرنا أن المصالح الأمنية باشرت تحقيقاً معمقاً لتحديد هوية الأطراف التي تولت صياغة وترويج هذه الوثيقة المفبركة، نظراً لما تنطوي عليه من إساءة بالغة لمؤسسة دستورية، ومحاولة الزج باسم شخصية رسمية مشهود لها بالاستقامة والحكمة في خضم خلافات مفتعلة لا وجود لها في الواقع.

وأفادت نفس المصادر أن هذه الحملات المغرضة جاءت كردّ فعل على الدينامية اللافتة التي تعرفها الطريقة القادرية البودشيشية، خصوصاً في أوروبا، حيث شهدت الزوايا التابعة لها خلال السنوات الأخيرة نهضة تنظيمية وروحية غير مسبوقة، تمثّلت في توسّع شبكة الزوايا، وإقبال متزايد من الشباب الأوروبي، مسلمين وغير مسلمين، على أنشطتها التربوية والروحية. وقد أصبحت الطريقة تشكل نموذجًا مغربيًا متميزًا للتصوف المتنور، القائم على الوسطية والسلم والحوار بين الثقافات، وهو ما لم يرق لخصوم الوحدة الروحية للمملكة، فاندفعوا نحو محاولات تشويش يائسة عبر حملات إعلامية مفبركة.

وقد أثار هذا الحضور المتزايد للمغرب عبر واجهة التصوف، ضيق دوائر إقليمية اعتادت توظيف الطرق الصوفية في خدمة أجندات سياسية واستخباراتية، وفي مقدّمتها الجزائر التي راهنت تاريخياً على التأثير الروحي في غرب إفريقيا وأوروبا. ومع تراجع أدوار بعض الطرق الصوفية التابعة للنفوذ الجزائري، وصعود الطريقة القادرية البودشيشية كفاعل روحي مؤثر، خصوصاً في أوساط الجاليات المسلمة، لجأت بعض الجهات إلى شنّ حملات تشويه مكشوفة، في محاولة لوقف هذا الامتداد المغربي المتجدد.

ولا يخفى أن الطريقة القادرية البودشيشية، باعتبارها مكوّناً من مكونات التراث الثقافي والروحي غير المادي للمملكة المغربية، تؤدي دوراً محورياً في ترسيخ القيم الأصيلة للإسلام المغربي المعتدل، وتسهم في تعزيز إشعاع المملكة إقليمياً ودولياً، من خلال خط تصوفي متجذّر في التاريخ ومرتبط بالمؤسسة الملكية. ومن هنا، فإن استهدافها لا يمكن قراءته بمعزل عن سعي بعض الأطراف لزعزعة مقومات الأمن الروحي المغربي، وضرب رموزه ومؤسساته بأساليب لم تعد تخفى على أحد.

ويُجمع العديد من المتتبعين والمهتمين بالمجال الديني والثقافي على المكانة المرموقة التي يحتلها الأستاذ الدكتور أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، باعتباره أحد أعلام الفكر الإسلامي الحديث في المغرب، ومن أبرز من خدموا قضايا التصوف والفكر الديني المعتدل على مدى العقود الأخيرة.  حيث جمع بين التكوين الأكاديمي العميق والانخراط العملي في تدبير الشأن الديني، مما جعله مرجعية علمية وروحية تحظى بالاحترام داخل المغرب وخارجه. وقد عمل بحكمة وتبصّر على حماية الوحدة المذهبية للمملكة، وتعزيز إشعاعها الروحي في القارات الخمس، متشبثاً بثوابت الأمة وعلى رأسها إمارة المؤمنين.

كما يُحسب للدكتور أحمد التوفيق إيمانه العميق بقيم التصوف الأصيل، كسبيل لترسيخ السلم الروحي والاجتماعي، وحرصه المتواصل على دعم الطرق الصوفية الجادة، وعلى رأسها الطريقة القادرية البودشيشية، لما لها من دور في تربية النفوس وبث ثقافة التزكية والمحبة. وقد ساهم، من موقعه الوزاري، في تمكين هذه الطرق من القيام بأدوارها التأطيرية في احترام تام للثوابت الوطنية، وساهم بذلك في تحصين الشباب المغربي من الانزلاقات المتطرفة، وتثبيت النموذج المغربي في العالم باعتباره نموذجاً دينياً قائماً على الاعتدال والتعايش والانفتاح.